كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



50- قَوْله: وَفِي الحَدِيث لَو لم يستثنوا لما بيّنت لَهُم آخر الْأَبَد.
51- الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: رُوِيَ عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه ضحى ببختية بثلاثمائة دِينَار.
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي كتاب الْحَج من حَدِيث خَالِد بن يزِيد عَن الجهم ابْن الْجَارُود عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عبد الله بن عمر قَالَ أهْدَى عمر ابْن الْخطاب بُخْتِيَّة.
فَأعْطيت بهَا ثلاثمائة دِينَار أَفَأَبِيعهَا وأشتري بِثمنِهَا بدنا قَالَ لَا انحرها إِيَّاهَا. انْتَهَى.
قَالَ البُخَارِيّ لَا يعرف للجهم سَماع من سَالم هَكَذَا نَقله ابْن الْقطَّان عَنهُ فِي كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام وَزَاد إِنَّه مَجْهُول لَا يعرف رَوَى عَنهُ غير أبي عبد الرَّحِيم خَالِد بن يزِيد قَالَ وَلم يذكرهُ البُخَارِيّ وَأَبُو حَاتِم بِأَكْثَرَ من ذَلِك. انْتَهَى.
وَبُخْتِيَّة ضَبطه الشَّيْخ زكي الدَّين فِي حَوَاشِيه بِالْبَاء وَالْخَاء قَالَ وَالْبخْت من الْإِبِل مُعرب وَقيل هُوَ عَرَبِيّ وَهِي الطوَال الْأَعْنَاق وَقيل هِيَ الْغِلَاظ ذَات سنَامَيْنِ الْوَاحِد بخْتِي وَالْأُنْثَى بُخْتِيَّة وَجَمعهَا بَخَاتِي غير مَصْرُوف ذَلِك إِن يُخَفف الْيَاء. انْتَهَى.
وَسَيَأْتِي الحَدِيث بِتَمَامِهِ فِي سُورَة الْحَج إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
52- الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد مَوته مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري.
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي ثَنَا سعيد ابْن مُحَمَّد الْوراق ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني حَتَّى هَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري انْتَهَى ثمَّ قَالَ وَسَعِيد بن مُحَمَّد الْوراق من أهل الْكُوفَة وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقد حدث عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعلم وَاحْتَملُوا حَدِيثه.
وَرَوَاهُ كَذَلِك أَبُو نعيم فِي كتاب الطِّبّ لَهُ عَن سعيد بن مُحَمَّد بِهِ وَقَالَ فِيهِ تعادني كل عَام... الحَدِيث.
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِسَعِيد بن مُحَمَّد وَنقل تَضْعِيفه عَن النَّسَائِيّ وَابْن معِين.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا عَوْف عَن مَيْمُون بن عبد الله عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَر... فَذكر الْقِصَّة بِطُولِهَا إِلَى أَن قَالَ فَلَمَّا اطْمَأَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي بِخَيْبَر أَهْدَت زَيْنَب بنت الْحَارِث إِلَيْهِ شَاة مصلية وَقد جعلت فِيهَا من السم وَكَانَ مَعَه بشر بن الْبَراء فَتَنَاوَلَا مِنْهَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِن هَذَا الْعظم يُخْبِرنِي أَنه مَسْمُوم فَدَعَا بهَا فَاعْترفت وَقَالَت إِن كنت نَبيا فَسَتُخْبِرُ وَإِن كنت غير ذَلِك اسْتَرَحْنَا مِنْك وَمَات بشر من أَكلته تِلْكَ وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أم بشر مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر الَّتِي أكلت مَعَ ابْنك تعادني فَهَذَا أَوَان قطعته أَبْهَري مُخْتَصر.
وَرَوَى أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الْعَلَاء بن أبي الْعَبَّاس عَن أبي جَعْفَر يرفعهُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الإِمَام أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنَا إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل ثَنَا سُفْيَان عَن الْعَلَاء بن أبي الْعَبَّاس سمع مُحَمَّد بن عَلّي يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكره بِلَفْظ أبي عبيد وَكِلَاهُمَا معضلان.
قَالَ أَبُو عبيد قَالَ الْأَصْمَعِي وتعادني من الْعداد وَهُوَ الشَّيْء الَّذِي يَأْتِي لوقت دون وَقت كَحمى الرّبع وَالْغِب وَنَحْو ذَلِك وَالْأَبْهَر عرق مُتَّصِل بِالْقَلْبِ إِذا انْقَطع لم تكن مَعَه حَيَاة انْتَهَى قَالَ ابْن دحْيَة وَأَوَان ضَبطنَا بِالرَّفْع عَلَى أَنه خبر الْمُبْتَدَأ وَبِالنَّصبِ عَلَى الْبناء لِإِضَافَتِهِ إِلَى مَبْنِيّ وَهُوَ الْمَاضِي.
ذكر مَا جَاءَ فِي ذَلِك من الْأَحَادِيث وَاخْتِلَاف رِوَايَاتهَا:
رَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب وَفَاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حَدِيث عَنْبَسَة ثَنَا يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَا عَائِشَة مَا زلت أجد ألم الطَّعَام الَّذِي أكلت بِخَيْبَر فَهَذَا أَوَان وجدت انْقِطَاع أَبْهَري من ذَلِك السم انْتَهَى قَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَقد أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا. انْتَهَى.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فِي آخر كتاب الْمَغَازِي وَلَفظه وَقَالَ يُونُس عَن الزُّهْرِيّ قَالَ عُرْوَة قَالَت عَائِشَة... فَذكره.
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة فِي أَوَاخِر الْكتاب بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده كَذَلِك وَقَالَ لَا نعلم رَوَاهُ عَن يُونُس إِلَّا عَنْبَسَة.
وَرَوَى البُخَارِيّ فِي الْهِبَة وَمُسلم فِي الطِّبّ من حَدِيث هِشَام بن زيد عَن أنس أَن أمْرَأَة يَهُودِيَّة أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاة مَسْمُومَة فَأكل مِنْهَا فجيء بهَا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهَا عَن ذَلِك فَقَالَت أُرِيد قَتلك فَقَالَ مَا كَانَ الله لِيُسَلِّطك عَلّي فَقَالُوا يَا رَسُول الله أنقتلها قَالَ لَا قَالَ فَمَا زلت أعرفهَا فِي لَهَوَات النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انْتَهَى.
وَرَوَى ابْن هِشَام فِي سيرته عَن ابْن إِسْحَاق فِي قصَّة خَيْبَر قَالَ فَلَمَّا اطْمَأَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي بِخَيْبَر أَهْدَت زَيْنَب بنت الْحَارِث امْرَأَة سَلام بن مشْكم شَاة مصلية وَقد سَأَلت أَي عُضْو من الشَّاة أحب إِلَيْهِ فَقيل لَهَا الذِّرَاع فَأَكْثَرت فِيهِ من السم ثمَّ جَاءَت فَوَضَعته بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مَعَه بشر بن الْبَراء بن معْرور فَتَنَاوَلَا مِنْهُ فَأَما بشر فَإِنَّهُ أَسَاغَهَا وَأما النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ لَاكَهَا ثمَّ لَفظهَا وَقَالَ إِن هَذَا الْعظم يُخْبِرنِي أَنه مَسْمُوم ثمَّ دَعَا بهَا فَاعْترفت وَقَالَت إِن كنت ملكا اسْتَرَحْنَا مِنْك وَإِن كنت نَبيا فَسَتُخْبِرُ فَتَجَاوز عَنْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَات بشر من أَكلته الَّتِي أكل.
قَالَ ابْن إِسْحَاق فَحَدثني مَرْوَان بن عُثْمَان بن أبي سعيد بن الْمُعَلَّى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأم بشر وَقد دخلت عَلَيْهِ يَا أم بشر إِن هَذَا لِأَوَانِ وجدت انْقِطَاع أَبْهَري من الْأكلَة الَّتِي أكلت مَعَ ابْنك بِخَيْبَر قَالَ فَإِن كَانَ الْمُسلمُونَ لَيرَوْنَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ شَهِيدا مَعَ مَا أكْرمه الله من النُّبُوَّة. انْتَهَى.
وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل ثَنَا إِبْرَاهِيم بن خَالِد ثَنَا رَبَاح بن أبي مَعْرُوف عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك عَن أَبِيه عَن أم بشر قَالَت دخلت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعه الَّذِي قبض فِيهِ فَقلت بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله مَا تهم بِنَفْسِك فَإِنِّي لَا أتهم بِابْني إِلَّا الطَّعَام الَّذِي أكله مَعَك بِخَيْبَر وَكَانَ ابْنهَا بشر بن الْبَراء بن معْرور مَاتَ قبل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَأَنا لَا أتهم غَيرهَا فَهَذَا أَوَان انْقَطع أَبْهَري انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَهَكَذَا رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده.
ثمَّ أخرج الْحَاكِم عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد بن عَمْرو اللَّيْثِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن امْرَأَة يَهُودِيَّة أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاة مصلية فَجَعَلته للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه يَأْكُلُون فَوضع لقْمَة ثمَّ قَالَ لَهُم أَمْسكُوا إِن هَذِه الشَّاة مَسْمُومَة فَقَالَ لِلْيَهُودِيَّةِ وَيلك لأي شَيْء سممتيني قَالَت أردْت أَن أعلم إِن كنت نَبيا لَا يَضرك وَإِن كنت غير ذَلِك أَن أُرِيح النَّاس مِنْك فَأكل مِنْهَا بشر بن الْبَراء فَمَاتَ فَقَتلهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم.
رَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي آخر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة قصَّة خَيْبَر بِطُولِهَا من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَقَالَ فِي آخر الْقِصَّة قَالَ الزُّهْرِيّ قَالَ جَابر بن عبد الله وَاحْتَجَمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ عَلَى الْكَاهِل وَبَقِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعده ثَلَاث سِنِين حَتَّى كَانَ وَجَعه الَّذِي توفّي فِيهِ فَقَالَ مَا زلت أجد من الْأكلَة الَّتِي أكلت من الشَّاة يَوْم خَيْبَر عدادًا حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَان انْقَطع الْأَبْهَر مني فَتوفي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِيدا. انْتَهَى.
وَرَوَى الدَّارقطني فِي سنَنه فِي الْحُدُود من حَدِيث إِسْحَاق بن بهْلُول الْأَنْبَارِي ثَنَا ابْن أبي فديك عَن يَحْيَى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَبِيبَة عَن جده لَبِيبَة الْأنْصَارِيّ قَالَ أَهْدَت يَهُودِيَّة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاة مَسْمُومَة مصلية فَأكل مِنْهَا هُوَ وَبشر بن الْبَراء بن معْرور فمرضا مَرضا شَدِيدا ثمَّ إِن بشرا مَاتَ فَأرْسل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِيَّة فَقَالَ لَهَا وَيحك مَا أطعمتينا قَالَت السم قَالَ مَا حملك عَلَى هَذَا قَالَت إِن كنت نَبيا علمت أَنَّهَا لَا تَضُرك وَإِن كنت غير ذَلِك فَأَرَدْت أَن أُرِيح النَّاس مِنْك ثمَّ أَمر بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلبَتْ انْتَهَى وَهَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه.
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الدِّيات حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الْمهرِي ثَنَا ابْن وهب أَخْبرنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ كَانَ جَابر بن عبد الله يحدث أَن يَهُودِيَّة من أهل خَيْبَر سمت شَاة مصلية ثمَّ أَهْدَتْهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذِّرَاع فَأكل مِنْهَا وَأكل رَهْط من أَصْحَابه مَعَه ثمَّ قَالَ لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْفَعُوا أَيْدِيكُم وَأرْسل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِيَّة فَدَعَاهَا فَقَالَ لَهَا أَسممت هَذِه الشَّاة قَالَت الْيَهُودِيَّة من أخْبرك قَالَ أَخْبَرتنِي هَذِه فِي يَدي لِلذِّرَاعِ قَالَت نعم قَالَ فَمَا أردْت إِلَى ذَلِك قَالَت قلت إِن كَانَ نَبيا فَلَنْ يضرّهُ وَإِن لم يكن نَبيا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَعَفَا عَنْهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم يُعَاقِبهَا وَتُوفِّي بعض الَّذين أكلُوا من الشَّاة وَاحْتَجَمَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كَاهِله. انْتَهَى.
ثَنَا وهب بن بَقِيَّة ثَنَا خَالِد عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَت لَهُ يَهُودِيَّة بِخَيْبَر شَاة مصلية نَحْو حَدِيث جَابر قَالَ فَمَاتَ بشر بن الْبَراء بن معْرور فَأرْسل إِلَى الْيَهُودِيَّة مَا حملك عَلَى الَّذِي صنعت ثمَّ أَمر بهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقتلت وَلم يذكر الْحجامَة انْتَهَى وَهَذَا الثَّانِي مُرْسل وَقد تقدم للْحَاكِم مُسْندًا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد ابْن عَمْرو اللَّيْثِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة... فَذكره وَقَالَ عَلَى شَرط مُسلم.
وَذكر عبد الْحق فِي أَحْكَامه هَذَا الْمُرْسل فَقَط وَأعله بِالْإِرْسَال ثمَّ قَالَ وَالصَّحِيح حَدِيث أنس وَحَدِيث أنس تقدم عِنْد البُخَارِيّ وَمُسلم.
قَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَوجه الْجمع بَين الرِّوَايَتَيْنِ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَتلهَا وَأَنه لم يَقْتُلهَا أَنه عَلَيْهِ السَّلَام صفح عَنْهَا فِي الأول لِأَنَّهُ كَانَ لَا ينْتَقم لنَفسِهِ فَلَمَّا مَاتَ بشر بن الْبَراء من تِلْكَ الْأكلَة قَتلهَا وَذَلِكَ أَنه يزل مُعْتَلًّا حَتَّى مَاتَ بعد حول وَقد رَوَى معمر بن رَاشد فِي جَامعه عَن الزُّهْرِيّ أَنه قَالَ أسلمت فَتَركهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ معمر هَكَذَا قَالَ الزُّهْرِيّ أسلمت وَالنَّاس يَقُولُونَ قَتلهَا وَأَنَّهَا لم تسلم انْتَهَى كَلَامه.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة فِي الْقصاص فِي الْجمع بَين الرِّوَايَتَيْنِ كَمَا قَالَ السُّهيْلي.
وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي بَاب غَزْوَة خَيْبَر وَفِي الْغَزْوَة سمت زَيْنَب بنت الْحَارِث امْرَأَة سَلام بن مشْكم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَت لَهُ شَاة مَسْمُومَة فَأكل مِنْهَا وَهُوَ وناس من أَصْحَابه فيهم بشر بن الْبَراء بن معْرور فَمَاتَ مِنْهَا فَيُقَال إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتلهَا وَهُوَ الثَّابِت عندنَا ثمَّ رَوَى فِي آخر سيرة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن مُرْسلا أَن بشر بن الْبَراء لما مَاتَ أَمر بهَا عَلَيْهِ السَّلَام فقتلت ثمَّ قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو هُوَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل بن أبي حَبِيبَة عَن دَاوُد بن الْحصين عَن أبي سُفْيَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله ابْن كَعْب بن مَالك عَن جَابر بن عبد الله قَالَا لما فتح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَر وَاطْمَأَنَّ عَمَدت زَيْنَب بنت الْحَارِث إِلَى شَاة فَصلتهَا وَشَاوَرْت يهود فِي سم تَجْعَلهُ فِيهَا فَأَجْمعُوا لَهَا عَلَى سم بِعَيْنِه لَا يطبى يَقُول يقتل من سَاعَته فَسَمت الشَّاة وَأَكْثَرت مِنْهُ فِي الْكَتف فَلَمَّا صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمغرب وَجلسَ فِي أَصْحَابه أَتَت إِلَيْهِ فَقَالَت يَا مُحَمَّد هَدِيَّة أَهْدَيْتهَا إِلَيْك ثمَّ وَضَعتهَا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لأَصْحَابه ادْنُوا فَتَعَشَّوْا فَتَنَاول عَلَيْهِ السَّلَام الذِّرَاع فانتهسها وَتَنَاول بشر ابْن الْبَراء عظما آخر فانتهسه فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام ارْفَعُوا أَيْدِيكُم فَإِن هَذِه الذِّرَاع تُخبرنِي أَنَّهَا مَسْمُومَة فَقَالَ بشر وَالله يَا رَسُول الله لقد وجدت مِنْهَا مَا وجدت وَلَكِن كرهت أَن أنفصل طَعَامك فَلم يقم بشر من مَكَانَهُ حَتَّى عَاد لَونه كَالطَّيْلَسَانِ وَتَمَادَى بِهِ وَجَعه سنة ثمَّ مَاتَ وَقَالَ بَعضهم لم يرم من مَكَانَهُ حَتَّى مَاتَ قَالَ وَطرح مِنْهَا لكَلْب فَأكل فَلم يتبع يَده حَتَّى مَاتَ فَدَعَاهَا عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهَا عَن ذَلِك فَقَالَت قتلت أبي وَعمي وَزَوْجي وَقلت إِن كنت نَبيا فَسَتُخْبِرُ وَإِن كَانَ غير ذَلِك اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَدَفعهَا عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى وُلَاة بشر بن الْبَراء فَقَتَلُوهَا وَهُوَ الثَّابِت عندنَا وَاحْتَجَمَ عَلَيْهِ السَّلَام وَأمر أَصْحَابه فَاحْتَجمُوا فِي رؤوسهم وعاش عَلَيْهِ السَّلَام بعد ذَلِك ثَلَاث سِنِين وَقَالَ مَا زلت أجد من أَكلَة خَيْبَر عدادًا حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَان انْقِطَاع أَبْهَري وَتوفى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِيدا. انْتَهَى.
قلت ذكر الْوَاقِدِيّ هَذَا الْكَلَام فِي الْمَغَازِي من غير سَنَد وَلم يقل فِيهِ فَدَفعهَا عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى أَوْلِيَاء بشر فَقَتَلُوهَا وَإِنَّمَا قَالَ وَقد اخْتلف عَلَيْهَا فِي هَذِه الْمَرْأَة فَقَالَ قَائِل إِنَّه عَلَيْهِ السَّلَام قَتلهَا وَقَالَ قَائِل إِنَّه عَفا عَنْهَا وَقَالَ فِيهِ أَنه أكل مِنْهَا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير بشر ثَلَاثَة نفر إِلَّا أَنهم لم يسِيغُوا وَلم يسغْ مِنْهَا غير النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبشر.
53- وَقَوله: عَن عَلّي أَنه كَانَ يطوف بَين الصفين فِي غِلَالَتِهِ قَالَ لَهُ ابْنه الْحسن مَا هَذَا بزِي الْمُحَاربين فَقَالَ يَا بني لَا يُبَالِي أَبوك سقط عَلَى الْمَوْت أم الْمَوْت سقط عَلَيْهِ.
وَعَن حُذَيْفَة أَنه كَانَ يتَمَنَّى الْمَوْت فَلَمَّا احْتضرَ قَالَ حبيب جَاءَ عَلَى فاقة وَقَالَ عمار بصفين الْآن أُلَاقِي الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه.
قلت: أما حَدِيث حُذَيْفَة فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفِتَن من حَدِيث يَحْيَى بن أبي كثير عَن زيد بن سَلام عَن أَبِيه عَن جده أَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان لما احْتضرَ قَالَ حبيب جَاءَ عَلَى فاقة انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد.
وَأما حَدِيث عمار فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده كِلَاهُمَا من حَدِيث ربيعَة بن ناجد قَالَ قَالَ عمار يَوْم صفّين الْيَوْم أُلَاقِي الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه لقد قَاتَلت بِهَذِهِ الرَّايَة ثَلَاثًا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذِه الرَّابِعَة انْتَهَى قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَى ربيعَة بن ناجد عَن عمار إِلَّا هَذَا الحَدِيث.
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عمار عَن أبي سِنَان الدؤَلِي قَالَ: رَأَيْت عمار بن يَاسر يَوْم صفّين دَعَا بشراب فَأتي بقدح من لبن فَشرب مِنْهُ ثمَّ قَالَ صدق الله وَرَسُوله الْيَوْم ألْقَى الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه.
54- الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَو تمنوا الْمَوْت- يَعْنِي الْيَهُود- لغص كل أحد بريقه فَمَاتَ مَكَانَهُ.
قلت غَرِيب بِهَذَا اللفظ.
وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب بَدْء الْخلق من حَدِيث عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ أَبُو جهل إِن رَأَيْت مُحَمَّدًا عِنْد الْكَعْبَة لَآتِيَنه حَتَّى أَطَأ عَلَى عُنُقه فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَو فعل لَأَخَذته الْمَلَائِكَة عيَانًا وَلَو أَن الْيَهُود تمنوا الْمَوْت لماتوا وَرَأَوا مَقَاعِدهمْ فِي النَّار.
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ للْيَهُود إِن كُنْتُم صَادِقين فِي مَقَالَتَكُمْ فَقولُوا اللَّهُمَّ أمتنَا فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يَقُولهَا رجل مِنْكُم إِلَّا غص بريقه وَمَات مَكَانَهُ قَالُوا فَأنْزل الله وَلنْ يَتَمَنَّوْهُ الْآيَة.
وَذكر الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد فَقَالَ وَرَوَى ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف.
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء.
55- الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: رُوِيَ أَن عبد الله بن صوريا حَاج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلَهُ عَمَّن عَلَيْهِ يهْبط بِالْوَحْي فَقَالَ ذَلِك جِبْرِيل فَقَالَ ذَاك عدونا، وَلَو كَانَ غَيره لآمَنَّا بك وَقد عَادَانَا مرَارًا أَشدّهَا أَنه أنزل عَلَى نَبينَا أَن بَيت الْمُقَدّس سيخربه بخْتنصر فَبَعَثنَا إِلَيْهِ من يقْتله فَلَقِيَهُ بِبَابِل غُلَاما مِسْكينا فَدفعهُ عَنهُ جِبْرِيل وَقَالَ إِن كَانَ الله أمره بِهَلَاكِكُمْ فَلَنْ يسلطكم عَلَيْهِ وَإِن لم يكن إِيَّاه فعلَى أَي شَيْء تَقْتُلُونَهُ فَصدقهُ صاحبنا وَرجع عَنهُ ثمَّ أَن بخْتنصر كبر وَقَوي فغزانا وَخرب بَيت الْمُقَدّس فَلذَلِك نتخذه عدونا فَأنْزل الله الْآيَة.
قلت حَدِيث غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول من غير سَنَد فَقَالُوا وَرَوَى ابْن عَبَّاس أَن حبرًا من أَحْبَار الْيَهُود من فدك يُقَال لَهُ عبد الله بن صوريا حَاج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... إِلَى آخِره سَوَاء.
56- الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: رُوِيَ أَنه كَانَ لعمر أَرض بِأَعْلَى الْمَدِينَة وَكَانَ مَمَره عَلَى مدارس الْيَهُود وَكَانَ يجلس إِلَيْهِم وَيسمع كَلَامهم وَقَالُوا يَا عمر قد أَحْبَبْنَاك وَإِنَّا لَنَطْمَع فِيك فَقَالَ وَالله مَا أجيئكم لِحُبِّكُمْ وَلَا أَسأَلكُم لِأَنِّي شَاك فِي ديني وَإِنَّمَا أَدخل عَلَيْكُم لِأَزْدَادَ بَصِيرَة فِي أَمر مُحَمَّد وَأرَى آثاره فِي كتابكُمْ ثمَّ سَأَلَهُمْ عَن جِبْرِيل فَقَالُوا ذَاك عدونا يطلع مُحَمَّدًا أَسْرَارنَا وَهُوَ صَاحب كل خسف وَعَذَاب وَإِن مِيكَائِيل يَجِيء بِالْخصْبِ وَالسَّلَام فَقَالَ لَهُم وَمَا مَنْزِلَتهمْ من الله قَالُوا أقرب منزلَة جِبْرِيل عَن يَمِينه وَمِيكَائِيل عَن يسَاره وَمِيكَائِيل عَدو لجبريل فَقَالَ عمر لَئِن كَانَ كَمَا تَقولُونَ فَمَا هما بعدوين وَلَأَنْتُمْ أكفر من الْحمير من كَانَ عدوا لأَحَدهمَا كَانَ عدوا للْآخر وَمن كَانَ عدوا لَهما كَانَ عدوا لله ثمَّ رَجَعَ عمر فَوجدَ جِبْرِيل قد سبقه بِالْوَحْي فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقد وَافَقَك رَبك يَا عمر فَقَالَ عمر لقد رَأَيْتنِي فِي دين الله بعد ذَلِك أَصْلَب من الْحجر.
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُوسَى بن هَارُون ثَنَا عَمْرو بن حَمَّاد ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ قَالَ فِي قَوْله تعالى: {قل من كَانَ عدوا لجبريل فَإِنَّهُ نزله عَلَى قَلْبك} الْآيَة قَالَ كَانَ لعمر بن الْخطاب أَرض بِأَعْلَى الْمَدِينَة... فَذكره إِلَى آخِره إِلَّا أَنه قَالَ فَوجدَ جِبْرِيل قد سبقه بِالْوَحْي قَالَ فَدَعَاهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عمر وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لقد جئْتُك وَمَا أُرِيد إِلَّا أَن أخْبرك. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ أخبرنَا أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ أَنا أَبُو الشَّيْخ الْحَافِظ أَنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيّ ثَنَا سهل بن عُثْمَان ثَنَا عَلّي بن مسْهر عَن دَاوُد عَن الشّعبِيّ قَالَ كَانَ لعمر... فَذكره بِلَفْظ المُصَنّف وَزَاد فِي أَثْنَائِهِ زِيَادَة يسيرَة.
وَذكره الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ عَن قَتَادَة وَعِكْرِمَة وَالسُّديّ من غير سَنَد لَكِن سَنَده إِلَيْهِم مَذْكُور فِي أول كِتَابه.
57- الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن عَبَّاس أَن ابْن صوريا قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جئتنا بِشَيْء نعرفه وَمَا أنزل عَلَيْك من آيَة فنتبعك لَهَا فَنزلت.
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا أَبُو كريب ثَنَا يُونُس بن بكير ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثَنَا مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت حَدثنِي سعيد بن جُبَير أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ ابْن صوريا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جئتنا... إِلَى آخِره قَالَ فَأنْزل الله تَعَالَى: {وَلَقَد أنزلنَا إِلَيْك آيَات بَيِّنَات وَمَا يكفر بهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} انْتَهَى. وَذكره الثَّعْلَبِيّ من غير سَنَد.
58- الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: رُوِيَ أَن سعد بن معَاذ سَمعهَا من الْيَهُود يَعْنِي قَوْلهم رَاعنا فَقَالَ يَا أَعدَاء الله عَلَيْكُم لعنة الله وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَئِن سَمعتهَا من رجل مِنْكُم يَقُولهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَضرِبَن عُنُقه.
قلت رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة أخبرنَا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمُقْرِئ ثَنَا أَحْمد بن فَرح ثَنَا أَبُو عمر الدوري ثَنَا مُحَمَّد بن مَرْوَان عَن مُحَمَّد ابْن السَّائِب الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تعالى: {لَا تَقولُوا رَاعنا} قَالَ رَاعنا بِلِسَان الْيَهُود السب الْقَبِيح وَكَانَت الْيَهُود يَقُولُونَهَا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرا فَلَمَّا سمعُوا أَصْحَابه أعْلنُوا بهَا وَكَانُوا يَقُولُونَهَا وَيضْحَكُونَ مِنْهَا فَسَمعَهَا سعد بن معَاذ مِنْهُم فَقَالَ يَا أَعدَاء الله... إِلَى آخِره سَوَاء.
59- الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: رُوِيَ أَن فنحَاص بن عازورا وَزيد بن قيس وَنَفَرًا من الْيَهُود قَالُوا لِحُذَيْفَة بن الْيَمَان وعمار بن يَاسر- بعد وَاقعَة أحد- ألم تروا مَا أَصَابَكُم وَلَو كُنْتُم عَلَى الْحق مَا هُزِمْتُمْ فَارْجِعُوا إِلَى ديننَا فَهُوَ خير لكم وَأفضل وَنحن أهْدَى مِنْكُم سَبِيلا فَقَالَ عمار كَيفَ نقض الْعَهْد فِيكُم قَالُوا شَدِيد قَالَ فَإِنِّي عَاهَدت أَن لَا أكفر بِمُحَمد مَا عِشْت فَقَالَ الْيَهُود أما هَذَا فقد صَبأ وَأما حُذَيْفَة فَقَالَ رضيت بِاللَّه رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا وَبِالْإِسْلَامِ دينا وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا وَبِالْكَعْبَةِ قبْلَة وَبِالْمُؤْمِنِينَ إخْوَانًا ثمَّ أَتَيَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ أصبْتُمَا خيرا وأفلحتما.
قلت غَرِيب وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ هَكَذَا من غير سَنَد وَلَا راو.
60- الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ: رُوِيَ أَن وَفد نَجْرَان لما قدمُوا عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُم أَحْبَار الْيَهُود فَتَنَاظَرُوا حَتَّى ارْتَفَعت أَصْوَاتهم فَقَالَ الْيَهُود مَا أَنْتُم عَلَى شَيْء وَكَفرُوا بِعِيسَى وَالْإِنْجِيل وَقَالَت النَّصَارَى لَهُم نَحوه وَكَفرُوا بمُوسَى والتوراة.
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد مولَى زيد بن ثَابت ثني سعيد بن جُبَير أَو عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما قدم أهل نَجْرَان من النَّصَارَى عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَتْهُم أَحْبَار يهود فتنازعوا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَافع بن حُرَيْمِلَة مَا أَنْتُم عَلَى شَيْء وَكفر بِعِيسَى وَالْإِنْجِيل فَقَالَ رجل من أهل نَجْرَان من النَّصَارَى للْيَهُود مَا أَنْتُم عَلَى شَيْء وَجحد نبوة مُوسَى وَكفر بِالتَّوْرَاةِ فَأنْزل الله تَعَالَى: {وَقَالَت الْيَهُود لَيست النَّصَارَى عَلَى شَيْء وَقَالَت النَّصَارَى} الْآيَة.
61- الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلا لَا يَحُجن بعد هَذَا الْعَام مُشْرك وَلَا يَطُوفَن بِالْبَيْتِ عُرْيَان.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة بَرَاءَة وَمُسلم فِي الْحَج من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة أَن أَبَا بكر بعثة فِي الْحجَّة الَّتِي أمره رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا قبل حجَّة الْوَدَاع فِي رَهْط يُؤذنُونَ فِي النَّاس يَوْم النَّحْر أَلا لَا يَحُجن بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان. انْتَهَى.
زَاد البُخَارِيّ قَالَ حميد: ثمَّ أرْدف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعلي فَأمره أَن يُؤذن بِبَرَاءَة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَأذن مَعنا عَلّي فِي أهل منى يَوْم النَّحْر بِبَرَاءَة وَلَا يَحُجن بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان. انْتَهَى.
62- الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه أَخذ بيد عمر قَالَ هَذَا مقَام إِبْرَاهِيم فَقَالَ عمر أَفلا نتخذه مُصَلَّى فَقَالَ لم أومر بذلك فَلم تغب الشَّمْس حَتَّى نزلت.
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة مُجَاهِد من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد الْمَدَائِنِي حَدثنِي أبي عَن هَارُون الْأَعْوَر عَن أبان بن تغلب عَن الحكم بن مُجَاهِد عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ بيد عمر فَمر عَلَى الْمقَام فَقَالَ لَهُ يَا نَبِي الله هَذَا مقَام إِبْرَاهِيم قَالَ نعم قَالَ أَلا نتخذه مُصَلَّى فَأنْزل الله وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى الْآيَة انْتَهَى ثمَّ قَالَ غَرِيب من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عمر تفرد بِهِ جَعْفَر بن مُحَمَّد الْمَدَائِنِي عَن هَارُون رَوَاهُ تَابِعِيّ عَن تَابِعِيّ عَن تَابِعِيّ فَإِن أبان بن تغلب لَقِي أنس بن مَالك وَالْحكم لَقِي عدَّة من الصَّحَابَة وَمُجاهد لَقِي أكَابِر الصَّحَابَة والْحَدِيث صَحِيح ثَابت من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه. انْتَهَى.
والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ عَن أنس قَالَ قَالَ عمر وَافقنِي رَبِّي فِي ثَلَاث قلت يَا رَسُول الله لَو اتَّخذت من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى فَنزلت وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى وَآيَة الْحجاب وَاجْتمعَ نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغيرَة فَقلت لَهُنَّ عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن فَنزلت. انْتَهَى.
63- الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَلم الْحجر وَرمل ثَلَاثَة أَشْوَاط وَمَشى أَرْبَعَة حَتَّى إِذا فرغ عمد إِلَى مقَام إِبْرَاهِيم فَصَلى خَلفه رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَرَأَ وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى.
قلت هَكَذَا لَفظه وَالَّذِي فِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل فِي الْحَج أَنه قَرَأَ الْآيَة قبل صلَاته وَلَفظه حَتَّى إِذا أَتَيْنَا الْبَيْت مَعَه اسْتَلم الرُّكْن فَرمَلَ ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا ثمَّ نفذ إِلَى مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَرَأَ وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مُصَلَّى فَجعل الْمقَام بَينه وَبَين الْبَيْت وَصَلى رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فيهمَا قل هُوَ الله أحد وَقل يا أيها الْكَافِرُونَ الحَدِيث بِطُولِهِ.
ثمَّ وجدت نُسْخَة أُخْرَى من الْكَشَّاف مُعْتَمدَة وفيهَا بِالْوَاو وَهُوَ الصَّوَاب.
64- الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: رُوِيَ أَن الله تَعَالَى أنزل الْبَيْت ياقوتة من يَوَاقِيت الْجنَّة لَهُ بَابَانِ شَرْقي وَغَرْبِيٌّ وَقَالَ لآدَم أهبطت لَك مَا يُطَاف بِهِ كَمَا يُطَاف حول عَرْشِي فَتوجه آدم من أَرض الْهِنْد إِلَيْهِ مَاشِيا وَتَلَقَّتْهُ الْمَلَائِكَة فَقَالُوا بر حجك يَا آدم لقد حجَجنَا هَذَا الْبَيْت قبلك بألفي عَام.
65- الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى عِيسَى ورؤيا أُمِّي.
قلت رُوِيَ من حَدِيث عرباض بن سَارِيَة وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس.
فَحَدِيث عرباض بن سَارِيَة رَوَاهُ ابْن حَيَّان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْمِائَة من الْقسم الثَّانِي من حَدِيث سعيد بن سُوَيْد عَن عبد الْأَعْلَى بن هِلَال السّلمِيّ عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة قَالَه لَهُ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول أَنا عبد الله وَخَاتم النَّبِيين وَأبي آدم لَمُنْجَدِل فِي طينته وَسَأُخْبِرُكُمْ عَن ذَلِك أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وَبشَارَة عِيسَى ورؤيا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ وَإِن أم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِين وَضعته نورا أَضَاءَت لَهُ قُصُور الشَّام ثمَّ تَلا يا أيها النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا الْآيَة.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأب يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ وَسَعِيد بن سُوَيْد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَفِي دَلَائِل النُّبُوَّة.
65- الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى عِيسَى رُؤْيا أُمِّي.
قلت رُوِيَ من حَدِيث عرباض بن سَارِيَة وَمن حَدِيث أبي أُمَامَة وَمن حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس.
فَحَدِيث عرباض بن سَارِيَة رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالْمِائَة من الْقسم الثَّانِي من حَدِيث سعيد بن سُوَيْد عَن عبد الْأَعْلَى بن هِلَال السّلمِيّ عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة قَالَه لَهُ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول أَنا عبد الله وَخَاتم النَّبِيين وَأبي آدم لَمُنْجَدِل فِي طينته وَسَأُخْبِرُكُمْ عَن ذَلِك أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وَبشَارَة عِيسَى ورؤيا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ وَإِن أم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِين وَضعته نورا أَضَاءَت لَهُ قُصُور الشَّام ثمَّ تَلا يا أيها النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا الْآيَة.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ وَسَعِيد بن سُوَيْد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان وَفِي دَلَائِل النُّبُوَّة.
وَأما حَدِيث أبي أُمَامَة فَرَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان كِلَاهُمَا من حَدِيث فرج بن فضَالة عَن لُقْمَان بن عَامر عَن أبي أُمَامَة قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا كَانَ بَدْء أَمرك قَالَ دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى عِيسَى وَرَأَتْ أُمِّي أَنه خرج مِنْهَا نور أَضَاءَت مِنْهُ قُصُور الشَّام. انْتَهَى.
زَاد الْبَيْهَقِيّ فِيهِ قَالَ دَعْوَة إِبْرَاهِيم فَهِيَ قوله: {رَبنَا وَابعث فيهم رَسُولا} وَأما بِشَارَة عِيسَى فَهِيَ أَن الله تَعَالَى أَمر عِيسَى أَن يبشر بِهِ قومه وَأما رُؤْيا أمه... ثمَّ سَاق بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق قَالَ كَانَت آمِنَة بنت وهب أم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحدث أَنَّهَا أتيت حِين حملت بِمُحَمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقيل لَهَا إِنَّك قد حملت بِسَيِّد هَذِه الْأمة فَإِذا وَقع عَلَى الأَرْض فَقولِي أُعِيذهُ بِالْوَاحِدِ من شَرّ كل حَاسِد فِي كل بر عَاهَدَ وكل عبد رايد يُرَاوِد غير رايد فَإِنَّهُ عبد الحميد الْمَاجِد حَتَّى أرَاهُ قد أَتَى الْمشَاهد قَالَ وَآيَة ذَلِك يخرج مَعَه نور يمْلَأ قُصُور بصرَى فَإِذا وَقع فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا فَسَمتْهُ بذلك. انْتَهَى.
وَلِلْحَدِيثِ طَرِيق آخر عِنْد الْحَاكِم رَوَاهُ فِي كتاب الْفَضَائِل من الْمُسْتَدْرك من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن ثَوْر بن يزِيد عَن خَالِد بن معدان عَن أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا يَا رَسُول الله أخبرنَا عَن نَفسك قَالَ دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى عِيسَى وَرَأَتْ أُمِّي أَنه خرج مِنْهَا نور أَضَاءَت مِنْهُ قُصُور الشَّام انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى، وَالله أعلم.
وَأما حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس فَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا يَحْيَى ابْن حجر بن النُّعْمَان السَّامِي ثَنَا مُحَمَّد بن يعْلى الْكُوفِي ثَنَا عمر بن صبيح عَن ثَوْر بن يزِيد عَن مَكْحُول عَن شَدَّاد بن أَوْس قَالَ قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنا دَعْوَة أبي إِبْرَاهِيم وبشرى أخي عِيسَى بن مَرْيَم وَإِن أُمِّي رَأَتْ فِي بَطنهَا نورا قَالَت فَجعلت أتبع بَصرِي النُّور فَجعل النُّور يسْبق بَصرِي حَتَّى أَضَاء لي مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا. مُخْتَصر.